اردنيات

المقامة

عمان نيوز-بحث للطالبة ربا حمودة-تخصص علم النفس في الجامعة الاردنية

المقامة
يتخذ الأدب أشكالاً عدة، وصوراً فذة، بشعره ونثره وكلّ ما حوى، ومن أبرز أبداعاته ما ينثر من كَلِمٍ يسمى بالمقامة.
المقامة في اللغة تشير إلى المجلس، وأمّا في الأدب فهي قصة تدور أحداثها حول مجلس واحد.
وككلّ من الفنون تمتاز المقامة وتختص بخواصٍ عديدة، إذ يشيع فيها ويكثر استخدام المحسنات البديعية وبخاصة السجع الذي بات قيداً لا محال منه إلّا إليه في المقامة، وتتميز بغرابة ألفاظها وندرتها وبل جزالتها حيث إنّ أفكارها تكللّ فألفاظ فذة، وتهتم المقامة بصورة كبير بالتعليم وبإثراء المعارف الأدبية واللغوية لدى المتلقين، وعادة ما ينسج الكاتب القصة حول بطلٍ والاحداث حوله دوارة ها هنا وهناك و راوٍ للاحداث يسرد ما سُطرَ بحلوِ الكلام، وتهدف المقامة وتهتم بتسليط الضوء على قضية معينة بحِكَمٍ ومواعظٍ عبر نهج بليغ فصيح يجذب السامع وينأى به نحو الهدف.
تكتب المقامة بأسلوب منمق منظم إذ يشترط بها عدة أمور وهي:
• المجلس: إذ تدور الاحداث في مجلس واحد لا ينتقل منه إلا ما ندر.
• الراوية الذي ينقل المقامات من مجلسها.
• المكدي: أو البطل وهو غالباً يكون خيالياً ويمتاز بالذكاء والفطنة والخداع.
• العقدة: الملحمة التي تحاك حولها المقامة.
وتحاك المقامة بأن يجتمع كلاً من الرواي والبطل بذات المجلس، ويغلب بأن يكون البطل متنكراً، وتنحل العقدة لمّا يكشف المكدي ذاته للرواي أو يعلمه هو، وغالباً لا يكشف حتى يكون المكدي قد نال مناله.

ومن أشهر رواد المقامات: بديع الزمان الهمذاني وأشهر مقاماته مقامتين؛ هما المقامة المضيرية والمقامة البشرية، براوٍ واحد هو عيسى بن هشام ومكدٍ واحد هو أبو الفتح الاسكندري، ويأتي بعده أبو قاسم الحريري ومن مقاماته؛ المقامة البرقعيدية، والمقامة المعرية وغيرها، بإسناد الرواية إلى راوٍ اسمه الحرث بن همّام وبطل هو أبا زيد.
وفن المقامات فنٌ بديعٌ أصيلٌ يجدر بالباحثين والأدباء إعطاءه اهتماماً بليغاً والسمو به كسائر الآداب الأخرى.

زر الذهاب إلى الأعلى